مركز حيدر علييف من المباني التي تزيّن العاصة الاذربيجانية باكو, و التي تتمتاز بدورها بالعديد من المعالم السياحية التاريخية و الحديثة,
ولعل مركز حيدرعلييف الثقافي يعتبر احدى هذه الدرر المعمارية, و الابداعات الهندسية, التي تزين قلب العاصمة باكو. لدرجة أننا نستطيع أن نطلق عليها بكل بساطة أنها تحفة فنية,
كيف لا, و هي من تصميم المهندسة المعمارية المشهورة البريطانية عراقية الأصل زها حديد, و التي تختص بالتصاميم الهندسية الفريدة لعدة أبنية حول العالم.

سمي المبنى باسم مركز حيدر علييف, نسبة إلى السكرتير الأول لأذربيجان السوفيتية, في الفترة ما بين 1969-1982م و رئيس جمهورية اذربيجان المستقلة, و والد الرئيس الحالي في الفترة ما بين 1993-2003م.
يضم المبنى الذي افتتح بشكل رسمي في 10 مايو عام 2012 قاعة مؤتمرات, وصالة تعرض بعض المقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل حيدرعلليف, و متحف يشرح بشكل مبسط تاريخ اذربيجان, و حاضرها و الخطط المستقبلية لتطوير الدولة, من الناحية الفكرية و الاجتماعية و الاقتصادية,
وفي عام 2018م تم اصدار عملة نقدية من فئة 200 منات اذربيجاني,
و كانت هي الفئة الأعلى و الاولى من نوعها,
وقد حملت صورة مركز حيدرعلييف الثقافي على إحدى طرفيها.
تقام ضمن قاعات المبنى العديد من المعارض الفنية العالمية و المحلية, والندوات الثقافية و ورش العمل,
ولعل المعرض خاص بالسيارات الكلاسيكية التي يتم جلبها من جميع انحاء العالم يعتبر من أمنع المعارض التي ينظمها المركز خلال فترات مختلفة.

يعتبر المبنى من الرموز العمرانية الحديثة لجمهورية اذربيجان,
و قد حصل على جائرة أفضل تصميم معماري في العالم عام 2014.
ويقع المبنى في وسط باكو وتحيط به مسطحات خضراء واسعة, تعد من مقاصد التنزه لدى السكان المحليين كما أن المبنى يعتبر وجهة رئيسية من و جهات السياحة في اذربيجان.

قالت مصممة المبنى المهندسة الراحلة زها حديد:
“هو اخر ما انجزته, مما يجعله يختزل خبرة 30 سنة, كانت ثمرتها بناية مدنيّة ثقافية وملهمة في الوقت ذاته,
بناية تتفاعل مع المدينة وتمنح الناس مكانا يتواصلون فيه. فالذين يتابعون اعمالي يعرفون أن خلق أماكن عامة يمكن للناس استعمالها بحرية,
كما تسمح للمدينة بأن تنساب بطريقة سلسة و سهلة, مهم بالنسبة لي. لأنها تربط كل شيء ببعض. أومن أيضا بأنه علينا الاستثمار في هذه الأماكن العامة, سواء كانت فضاءات أو بنايات. لأنها عنصر حيوي لحياة مدنية غنية. في مدينة باكو مثلا,
تنساب المساحة الخارجية حول نفسها لتحديد سلسلة من الأماكن العامة بالداخل, وبذلك تدخل النسيج المديني للعاصمة إلى كل جزء أو ركن في المركز. يمكن اعتبار البناية منظرا طبيعيا,
أو على الأصح منظرا هندسيا يلامس الأرض, ويمتد منها أن يقف أي شيء في وجهه. بالداخل مثلا هناك أماكن مترابطة من دون أي شيء يعترضها,
وهذه كانت الفكرة النظرية منذ البداية, وجرى تنفيذها بنجاح”

يمتاز المبنى بتميم فريد مغطى باللون الأبيض بشكل كامل مع واجهة زجاجية,
و أبرز ما يميز التصميم هو الطبقات المتعددة و المنحنية وعدم وجود أي زوايا ضمن هذه الطبقات, كما أن هندسة الإنارة المحيطة بالمبنى خلال الليل, تعطي للناظر شعورا مختلفا و تجعل من المبنى و كأنه قادم من عالم آخر.

يضم المركز العديد من التحف و الاعمال الفنية النادرة, و التي تتحدث عن تاريخ اذربيجان من القطع الفخارية و الادوات المعدنية, إضافة إلى بعض المنسوجات و الأسلحة القديمة, و قطع تراثية تعود إلى بدايات العصر الاسلامي في اذربيجان كالمصاحف,
وقطع تعود إلى الفترة السوفيتية و بعض المجسمات النماذج لبعض الأبنية الحديثة.

كما يضم المركز أيضا قسم خاص يتحدث عن صناعة النفط و الغاز في أذربيجان,
و كيف كانت بدايتها و الصعوبات التي واجهتها اذربيجان لتتمكن من تطوير هذه الصناعة, وصولا للمشاريع الحديثة,
ومنها مشروع خط أنابيب باكو تبليسي جيهان والذي يقوم بنقل النفط من العاصمة باكو مرورا بجورجيا و انتهاءً بميناء جيهان التركي على البحر الابيض المتوسط ومنه إلى أوروبا بطول 1776 كم,
والذي يقوم بنقل ما يقارب المليون برميل نفط يوميا, و الذي انعكس بدوره بالعديد من الفوائد على الاقتصاد الاذربيجاني.

ومن الأقسام الرئيسية كما ذكرنا سابقا قسم يتحدث عن حياة الرئيس الراحل حيدر علييف و يضم العديد من المقتنيات الخاصة به,
ومن أبرزها بعض من السيارات الرئاسية المصفحة التي استخدمها خلال فترة حكمه.

بالإضافة إلى قاعات المؤتمرات و المسرح,
و الذي يقوم بتنظيم الحفلات الثقافية و العروض المسرحية و الموسيقية المحلية و العالمية لكبار الموسيقيين و الشعراء و المثقفين و الفرق المسرحية العالمية و بشكل دوري.

وفي النهاية, نجد أن مركز حيدر علييف الثقافي هو من مزارات السياحة في اذربيجان ذات الطابع الثقافي,
و التي تعطي السائح تصورا كاملا عن ماضي و حاضر ومستقبل أذربيجان كما ذكرنا سابقا,
وهو من الأماكن المميزة لالتقاط الصور سواءً خارج المبنى أو داخله, وبالتالي فهو من الاماكن السياحية التي ينبغي زيارتها في العاصمة الأذربيجانية باكو.