قلعة ناريكالا هي المعلم التاريخي الاشهر في تبليسي عاصمة الجمهورية الجورجية,
والذي بني في القرن الرابع الميلادي, ليكون النواة الأولى لتأسيس مدينة تبليسي, ولضمان شدة تحصين القلعة, فقد تم بناؤها على تلة شديدة الانحدار, تطل على الموقع الحالي لمدينة تبلسي ونهر كورا.

تمثل قلعة ناريكالا الرمز التاريخي لمدينة تبليسي, حيث تشتهر الجمهورية الجورجية بكونها منطقة تقع ضمن منطقة جغرافية لعبت دورا هاما في الربط بين الشرق و الغرب,
على مدى حقب تاريخية مختلفة. وبالتالي كانت مطمعا للعديد من الدول و الامبراطوريات الكبيرة طوال تاريخها القديم,
مما نتج عنه العديد من المعارك و الحروب بين القوى المتصارعة,
لبسط نفوذها على هذه البقعة الجغرافية, وبالتالي كان لزاما على هذه الدول تأمين الحماية لهذه المنطقة,
وذلك من خلال تحصين المدن وبناء القلاع و الحصون, ومن أشهر هذه القلاع قلعة ناريكالا,
التي كانت النواة الاولى لتأسيس مدينة تبليسي كما ذكرنا سابقا, و التي بدورها تحولت لتصبح عاصمة الجمهورية الجورجية.

في الحقيقة, فإن الشكل و الوضع الحالي للقلعة هو نتاج للعديد من أعمال التوسعة و التحصين التي شهدتها القلعة منذ تأسيسها, إلا أن الشكل الحالي يرجع بشكل رئيسي إلى التعديلات التي قام بإجرائها المسلمون, خلال الفترة الأموية, في القرنين الميلاديين السابع والثامن.,
ثم لاحقا على يد الملك الجورجي ديفيد الرابع, في أواخر القرن العاشر و بداية القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد تعرضت المنطقة لزلزال, أدى لتهدم أجزاء من السور, وفي أواخر تسعينات القرن الماضي تم ترميم القلعة,
والتي تضم بداخلها حاليا ,كنيسة القديس نيكولاس,
علما أن الكنيسية الحالية قد تم بناؤها حديثا في نفس مكان الكنيسة القديمة و التي انهارت نتيجة لذلك الزلزال.

يمكن للسائح الوصول للقلعة بواسطة لتلفريك تبليسي,
والذي ينطلق من حديقة و منتزه ريك بارك, مرورا فوق نهر كورا, حيث توفر القلة اطلالة رائعة على مدينة تبليسي ونهر كورا, وتعد القلعة نقطة انطلاق لمزارات سياحية أخرى,
كالنصب التذكاري لكارتليس ديدا “ام الجوريين” وهو نصب تذكاري من الالمنيوم بارتفاع 20م تم انشاؤه عام 1958م, على قمة جبل سولولاكي,
ليطل على كامل مدينة تبليسي, وذلك بمناسبة مرور 1500 عام على تأسيس المدينة.
يجسد التمثال شخصية الملكة تمارا , حفيدة الملك ديفيد الرابع,
كما يمكن للسائح الوصول الى حديقة النباتات الوطنية في تبليسي من خلال القلعة.

وختاما نستطيع القول أن قلعة ناريكالا هي درة تبليسي التاريخية و رمزها الأشهر,
و الذي يربط ماضي المدينة بحاضرها,
وبالتالي فإن زيارة هذه القلعة تعتبر من أساسيات السياحة في جورجيا بشكل عام و العاصمة تبليسي على وجه الخصوص.