إذا كنت من عشاق المناظر الطبيعية فإن السياحة في كوتايسي, يجب أن تكون ضمن برنامجك السياحي ,كيف لا و هي تحوي العديد من عجائب الطبيعة.
و كوتايسي أو مدينة الكهوف, واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم, وهي ثاني أكبر مدن جورجيا مساحة, وثالثها من حيث التعداد السكاني.
لذلك تعتبر ثاني مدينة من حيث الأهمية, بعد العاصمة تبليسي, وهي إحدى من أهم المدن الجورجية تاريخيا.
كانت عاصمة لمملكة كولشيس, في القرنين السادس و الخامس قبل الميلاد, ثم صارت عاصمة لمملكة لازيكا,
وقد دخلها المسلمون العرب في الفترة الأموية, وسيطرو عليها لفترة وجيزة,
وبعد ذلك خرجت عن السيطرة, نتيجة لتحالف اللازتيك مع الابخاز و الايبيريين عام 736م.
ليقوم ملك ابخازيا ليون الثاني, بتوحيد ايبيريا و لازيكا و ابخازيا تحت مملكته, ومن ثم قام بنقل عاصمة ابخازيا إلى كوتايسي, لتكون نقطة البداية لتوحيد الممالك الجورجية.
وبذلك أصبحت كوتايسي عاصمة مملكة جورجيا المتحدة, من القرن الحادي عشر الى القرن الخامس عشر, ثم عاصمة لمملكة ايميرتي.
ولكن الجيوش العثمانية دخلتها عام 1508م. وفي عام 1770م وبمساعدة من الامبراطورية الروسية, تمكنت المملكة الجورجية من استعادة مدينة كوتايسي من العثمانيين.
في فترة الاتحاد السوفيتي, كانت كوتايسي مركزا صناعيا هاما, ولكن تنيجة الانهيار الاقتصادي الذي تلى مرحلة الاستقلال, هاجر عدد كبير من أهالي المدينة الى الخارج, بحثا عن فرص عمل أفضل .
ومن اكتوبر 2012م الى ديسمبر 2018م, تم نقل مبنى البرلمان الجورجي من تبليسي الى كوتايسي, في محاولة لتجسيد الحكم الا مركزي في الجمهورية الجورجية, وكنوع من زيادة النفوذ السياسي لها.
ولكن هذه الخطوة لم تلق ترحيبا كبيرا, حيث اعتبرت كأنها خطوة لإضعاف المجلس التشريعي, وحجة لهدم النصب التذكاري للحرب السوفيتية, الذي كان يقع في نفس مكان مبنى البرلمان الجديد.
لتتم إعادة مقر البرلمان إلى تبلسي في يناير 2019م, بموجب التعديل الدستوري, الذي قامت به حكومة الحلم الجورجي.
وخلال تلك الفترة, شهدت كوتاسي عملية تحديث و تطوير للبنية التحتية, حيث تم تحديث الطرق, و قامت الحكومة بانشاء المباني و الفنادق والمنتزهات, وإعادة ترميم للمواقع الأثرية.
لتصبح مدينة كوتايسي من عناصر الجذب السياحي, للراغبين في السياحة في جورجيا.
أهم الأماكن السياحية في كوتايسي:
يوجد في كوتايسي العديد من المعالم السياحية التي يمكن للسائح زيارتهتا, وأهم أماكن السياحة في كوتايسي هي:
1-الحي التاريخي في كوتايسي.
2-محمية ساتابليا.
3-كهف بروميثيوس.
4-وادي اوكاتسي.
5-شلالات مارتفيلي.
6-كاتدرائية باغراتي.
7-دير غيلاتي.
8-المتحف التاريخي في كوتايسي.
الحي التاريخي في كوتايسي:
وهو من أهم المعالم السياحية في مدينة كوتايسي, يتميز بطالع معماري فريد يمثل نموذج الحياة التقليدية لسكان المدينة, حيث المباني والمحلات التجارية, بالإضافة للمطاعم والمقاهي والمتاحف.
ومن أبرز معالم الحي التاريخي, نافورة التماثيل الاسطورية”نافورة كولشيس” والتي تم تصميمها على نمط رسومات أثرية, تعود للعصر الحجري,
تم اكتشافها أثناء عمليات الحفر الأثرية في جمهورية جورجيا.
محمية ساتابليا:
وهي إحدى المزارات السياحية التي تترك انطباع مميز لدى السائح, وتبعد قرابة 10 كم عن مدينة كوتايسي, وقد تم انشاؤها 1935م, للحفاظ على الكهوف و الآثار التاريخية للديناصورات التي عاشت في تلك المنطقة.
حيث تم تجهيز المنتزه بمجسمات تحاكي الشكل و الحجم الحقيقي لتلك الديناصورات.
كما يمكن للزائر مشاهدة الهياكل العظمية, و آثار اقدام الديناصورات, التي طبعت على الصخور قبل ملايين السنين.
و من أبرز المعالم السياحية في المحمية, كهف ساتابليا,
حيث سيشاهد الزائر في هذا التجويف الصخري, العديد من التشكيلات الجيولوجية, من صواعد و نوازل وصخور باشكال غريبة, كما يوجد نهر صغير يتدفق داخل الكهف المضاء بعدة الوان, تنقل الزائر الى عالم آخر.
ومن المعالم السياحية الموجودة في محمية ساتابليا,الشرفة الزجاجية في قمة الجبل,
و التي تعطي اطلالة بانورامية رائعة لمدينة كوتايسي.
كهف بروميثيوس:
على بعد 40كم عن كوتايسي, تقع إحدى عجائب الطبيعية, و واحد من أجمل الكهوف في العالم, يقدر عمره ب 60 مليون عام.
أُكتشف عام 1984م, وتم افتتاحه رسميا عام 2011م. ويبلغ عمق الكهف 40م ويمتد لمسافة 11كم ,ولكن يسمح للزوار بالدخول إلى مسافة 1420م فقط.
سيشاهد الزائر أعجوبة طبيعية من الطبقات الجيولوجية, و الشلالات المتجمدة, و الصواعد والنوازل.
وعند التجول في ممرات الكهف صعودا ثم نزولا, سيلاحظ السائح أحيانا أن الممرات تضيق في أماكن, بينما تتسع في أماكن أخرى تسمى القاعات,
حيث اكتشف في الكهف 22 قاعة لغاية اللحظة, يسمح للسياح بزيارة ست منها فقط.
وبداخل الكهف يمر نهر يمكن للسائح أن يأخذ جولة فيه من خلال القوارب, ممّا يجعل من زيارة الكهف تجربة لا تنسى.
وادي اوكاتسي:
واحد من أجمل الأماكن الطبيعية الموجودة في كوتايسي خصوصا و جورجيا عموما, ويبعد عن مدينة كوتايسي قرابة 40كم.
حيث المناظر الطبيعية و الهواء المنعش و الشلالات و الانهار.
وأبرز ما يميز هذا الوادي هو الممر المعلق على طرف الوادي, و الذي يحتاج لتجاوزه مدة تتراوح ما بين ساعتين الى 3 ساعات,
في تجربه فريدة تجمع بين المغامرة و استكشاف الطبيعة.
شلالات مارتفيلي:
مجموعة من الشلالات ونهر يجري بين الصخور بمياه فيروزية, في وسط طبيعة خضراء.
تلك هي شلالات مارتيفلي الساحرة. والتي تبعد عن مدينة كوتايسي قرابة الساعة,
وهي واحدة من أجمل أماكن السياحة في كوتايسي, التي لابد من زيارتها للتمتع بالمناظر الطبيعية, و ممارسة رياضة التجديف بالقوارب المطاطية المتوفرة في النهر.
كاتدرائية باغراتي:
وتعرف أيضا بكاتدرائية كوتايسي, وقد بنيت عام 1003م على يد الملك باغرات الثالث, و الذي يعتبر أول ملك لمملكة جورجيا الموحدة.
وللكاتدرائية مكانتها الخاصة لدى الجورجيين, وذلك لاعتبارات دينية و تاريخية, كما أنها تعتبر رمز لمدينة كوتايسي.
وتمتاز الكاتدرائية بتصميم معماري فريد من الخارج, بينما تضم العديد من اللوحات الجدارية و الارضيات الفسيفسائية من الداخل. وقد تعرضت لأضرار عديدة منذ بنائها,
ثم أُعيد ترميمها وافتتاحها من جديد في 16 سبتمبر 2021م.
وهي من الاماكن المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر,حسب منظمة اليونسكو.
دير جيلاتي:
بُني بأمر من الملك ديفيد الرابع عام 1106م. ويضم مجموعة من الكنائس, و منذ بداية القرن الثالث عشر, كان الدير هو المركز الثقافي و الفكري الاهم في جورجيا.
حيث احتوى على أكاديمية, عمل فيها اشهر العلماء و الفلاسفة الجورجيين.
وتضم كنائس الدير عدد كبير جدا من المخطوطات واللوحات الجدارية, التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثاني عشر و السابع عشر الميلادي,
كما أن الملك ديفيد الرابع قد دفن في هذا الدير وفقا لوصيته.
المتحف التاريخي في كوتايسي:
كما أن لكل المدن العريقة متاحفها الخاصة, فمدينة كوتايسي ليست استثناء, فقد أنشئ المتحف التاريخي في كوتايسي عام 1921م.
ويضم بداخله العديد من التحف و التماثيل و الاسلحة والعملات و اللوحات, و العديد من المقتنيات الأثرية, و التي تحكي تاريخ المدينة و المنطقة ونمط حياة السكان فيها.
