في الواقع تعد السياحة في تبليسي المحطة الأولى, للسياح القادمين إلى جمهورية جورجيا. وتبليسي هي العاصمة والمدينة الأكبر في جورجيا, بتعداد سكاني يبلغ مليون و خمسمئة ألف نسمة, وتقع على ضفاف نهر كورا, الذي يعبر جورجيا مرورا بأذربيجان, ليصب في بحر قزوين, حيث كان فيما مضى صالحا للملاحة, قبل أن تقام عليه العديد من السدود.
تأسست تبليسي في القرن الخامس الميلادي, على يد ملك ايبيريا فاختانغ الأول غورغاسالي,
واسمرت فيما بعد عاصمة للعديد من الممالك والدول الجورجية.
وفي فترة الامبراطورية الروسية, كانت تبليسي مركزا للحاكم الإمبراطوري لجنوب وشمال القوقاز.
تعتبر تبليسي واحدة من المراكز العمرانية الهامة, التي تربط الشرق بالغرب, ممّا جعل منها منطقة صراع بين القوى العالمية.
ولا تزال حتى يومنا هذا, مركزا رئيسيا لعبور خطوط التجارة و الطاقة.
عرفت جورجيا لدى العرب باسم بلاد الكرج بضم الكاف, كما عرفت تبليسي باسم تفليس بكسر التاء.
فقد دخلتها الجيوش الاسلامية, وحكمها الخليفة الأموي مروان بن محمد عندما كان أميرا, حيث قام بتثبيت الحكم الإسلامي في المنطقة.
وفي الفترة العباسية, كانت تبليسي تعتبر من ثغور الدولة, في مواجهة الروم, ثم كانت نقطة صراع بين روسيا القيصرية و الدولة العثمانية, ليتم ضمها في نهاية الامر إلى روسيا القيصرية.
ثم أصبحت فيما بعد جزءا من الاتحاد السوفيتي حتى نالت استقلالها عام 1991م.
أهم الأماكن السياحية في تبليسي:
يوجد في تبليسي العديد من المعالم السياحية التي يمكن للسائح زيارتهتا, وأهم أماكن السياحة في تبليسي هي:
1-المدينة القديمة.
2-جسر السلام.
3-تلفريك تبايسي.
4-قلعة ناريكالا
5-كارتليس ديدا “أم الجورجيين”
6-حديقة النباتات الوطنية.
7-الحمامات الكبريتية.
8-ميدان الحرية.
9-شارع روستافيلي.
10-بحيرة السلاحف.
11-المتحف الوطني.
12-متاتسميندا بارك.
13-حديقة الحيوان.
المدينة القديمة:
وهي في الحقيقة قلب تبليسي و نقطة البداية لأغلب المعالم السياحية في المدينة, ذات طابع معماري مميز, ناتج عن خليط من الطرازين الشرقي و الغربي, حيث المنازل المبنية من الطوب, و الشرفات الخشبية, و الشوارع الضيقة المرصوفة بالحجارة.
جسر السلام:
وهو جسر مصنوع من الفولاذ و الزجاج,و يبلغ طوله 156م. كما أنه مزود بنظام إضاءة خاصة, تعطي منظرا مميزا مع حلول المساء, وقد افتتح في عام 2010م.ليربط تبلسي القديمة عبر نهر كورا, بتبليسي الجديدة, حيث حديقة ريك بارك ومحطة التلفريك.
تلفريك تبليسي:
افتتحت محطة تلفريك تبليسي في عام 2012م, في حديقة ومنتزه ريك بارك, لتكون وسيلة نقل مميزة إلى قلعة ناريكالا, مرورا فوق نهر كورا.
قلعة ناريكالا:
وهي المعلم التاريخي الاشهر في تبليسي, والذي بني في القرن الرابع الميلادي, ليكون النواة الأولى لتأسيس مدينة تبليسي. ولضمان شدة تحصين القلعة, فقد بنيت على تلة شديدة الانحدار, تطل على تبلسي ونهر كورا .
شهدت القلعة العديد من أعمال التوسعة و التحصين منذ تأسيسها, إلا أن الشكل الحالي يرجع إلى التعديلات التي قام بإجرائها المسلمون, خلال الفترة الأاموية, في القرنين الميلاديين السابع والثامن,
ثم لاحقا على يد الملك الجورجي ديفيد الرابع, في أواخر القرن العاشر و بداية القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد تعرضت المنطقة لزلزال, أدى لتهدم أجزاء من السور, وفي أواخر تسعينات القرن الماضي تم ترميم القلعة, والتي تضم بداخلها حاليا ,كنيسة القديس نيكولاس.
ويمكن للسائح الوصول للقلعة بواسطة التلفريك, حيث توفر القلة اطلالة رائعة على مدينة تبليسي ونهر كورا,وتعد القلعة نقطة انطلاق لمزارات سياحية أخرى.
كارتليس ديدا “أم الجورجيين”:
وهو نصب تذكاري بارتفاع 20م من الألمنيوم, تم انشاؤه عام 1958م, على قمة جبل سولولاكي, ليطل على كامل مدينة تبليسي, وذلك بمناسبة مرور 1500 عام على تأسيس المدينة.
يجسد التمثال شخصية الملكة تمارا, حفيدة الملك ديفيد الرابع .
وقد كانت أول امرأه تحكم جورجيا, في الفترة ما بين 1184-1213م, والتي عرفت بالفترة الذهبية.
حيث تظهر الملكة واقفة, ترتدي الزي الجورجي التقليدي, و تنظر إلى مدينة تبليسي, وهي تحمل بيدها اليمنى سيفا للدلالة على القوه, و استعدادها لحماية المدينة, و في يدها اليسرى كأس من النبيذ, للدلالة على حسن الضيافة, وفقا للعادات الجورجية. ويمكن الوصول الى التمثال عبر التلفريك مرورا بقلعة ناريكالا.
حديقة النباتات الوطنية:
واحدة من أهم المعالم السياحة الموجودة في تبليسي خصوصا وجورجيا عموما, وهي أشبه بغابة ضمن المدينة.
تم إنشاؤها لأول مرة في القرن الخامس عشر الميلادي, وقد تعرضت خلال تاريخها لعديد من عمليات التخريب بسبب الحروب تارة, و العوامل الطبيعية تارة أخرى, إلى أن أعيد افتتاحها في سنة 1845م. حيث عرفت بحديقة تبليسي في تلك الفترة.
وهي في الحقيقة حديقة كبيرة, تمتد على مساحة 16 الف متر مربع, وتضم أنواع مختلفة من الأشجار والنباتات,
كما يخترقها نهر صغير مزود بعدة جسور, أشهرها جسر المحبة والمروف أيضا بجسر العشاق, بالإضافة الى شلال.
و هي في الواقع وجهة مميزة لهواة الطبيعة والاستجمام, وتقع على السفح الجنوبي لجبل سولولاكي, حيث يمكن الوصول لها بواسطة التلفريك.
الحمامات الكبريتية:
أو ما يعرف بحمامات أباناتوبني, وهي وجهة السياحة العلاجية في جورجيا.
حيث تضم مجوعة من الينابيع الكبريتية الساخنة, والتي تساعد في الاستشفاء من الأمراض الجلدية, وآلام المفاصل و العظام. وهي وجهة مفضلة لمن يرغب في السياحة في تبليسي بغرض العلاج.
ميدان الحرية:
سمي بهذا الاسم بعد المظاهرات الشعبية, والتي تجمهرت في هذا الميدان, وذلك بعد إعلان استقلال الجمهورية الجورجية, عن الاتحاد السوفيتي عام 1991م.
ومنذ ذلك الحين, لا يزال هو الميدان الرئيسي, في التجمعات الدينية و السياسية حتى وقنتا الحاضر, وهو من أشهر معالم السياحة في تبلسي, ويضم العديد من المطاعم والمقاهي و المحال التجارية, بالإضافة الى مجموعة من الفنادق العالمية.
شارع روستافيلي:
الشارع الأشهر في تبليسي, والذي يعود تاريخه للقرن الميلادي الثاني عشر, وقد أطلق عليه هذا الاسم, تخليدا للشاعر الجورجي شوتا روستافيلي 1172- 1216م.وهو أحد الشوارع الممتدة من ميدان الحرية لمسافة تقارب ال 1.5 كم.
ويضم العديد من المعالم السياحية, كالمتحف الوطني ودار الاوبرا, بالإضافة إلى بعض المباني الحكومية, و المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية.
بحيرة السلاحف:
بحيرة جميلة تحيط بها الأشجار, أطلق عليها هذا الاسم, بسبب كثرة السلاحف المائية التي تعيش فيها.
وبإمكان السائح أخذ جولة في البحيرة بواسطة القوارب الصغيرة, أو الاستمتاع بأجواء البحيرة, من خلال الجلسات الموجودة على ضفة البحيرة, أو ركوب التلفريك.
المتحف الوطني:
بسبب قدم جمهورية جورجيا وعراقة مدينة تبليسي, كان لابد من وجود متحف, يجسد الحِقب التاريخية التي مرت بها المنطقة بشكل عام.وبالتالي افتتح المتحف الوطني الجورجي في مدينة تبليسي في عام 2004م, وهو مبنى مؤلف من 4 طوابق, يضم العديد من المقتنيات, التي تمثل التاريخ الجورجي الحديث والقديم على وجه الخصوص,
كالقطع الفخارية, و الملابس التقليدية و الاسلحة, وبعض الكنوز الجورجية, من الجواهر والذهب والفضة, وقسم خاص بفترة الاتحاد السوفيتي, بالإضافة الى العديد من الحيوانات المحنطة.
متاتسميندا بارك:
وهي مدينة ملاهي, تقع على قمة جبل متاتسميندا في تبليسي, وتضم العديد من الأنشطة والفعاليات الترقيهية, التي تناسب الأطفال وحتى الشباب, بالإضافة إلى العديد من المقاهي ومحلات بيع الهدايا.
حديقة الحيوان:
وتضم مجموعة كبيرة من الحيوانات المألوفة و النادرة أيضا, و تعتبر وجهة سياحية مميزة خصوصا للأطفال, حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من الألعاب.
